لم أكن أعمى يوما
في يوم من الأيام أعجب رجل بامرأة في غاية الجمال وأحبها حبا صادقا، لقد كانت فتاة من شدة جمالها تتنازع الرجال على قبولها لعروض زواجهم ولكن في النهاية كسب قلبها من أحبها صدقا؛ تزوجا وعاشا في سعادة غامرة ولكنهما لم يمكثا فترة طويلة حتى ذهب الزوج في رحلة عمل ضرورية للغاية.
وأثناء رحلة عمله أصيبت زوجته بمرض جلدي خطير للغاية ونادر في نفس الوقت، لقد كان جلد جسدها بأكمله يتساقط وبالرغم من كل معاناتها الشديدة من شدة الألم إلا أنها كانت تحمل عبئا واحدا نظرة زوجها إليها حال عودته من السفر، ولكن أصيب الزوج بحادث أثناء عودته وفقد على إثره بصره، فقد عاد إلى زوجته أعمى والزوجة لم تعد في غاية الجمال كما كانت، ولكنهما عاشا في نفس السعادة السابقة ولم ينقص من قدرها شيء.
ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، توفيت الزوجة وحزن عليها زوجها حزنا فاق الحدود جعل كل من بحوله يتعجب لأمره ولكنهم التمسوا له عذر فقدان بصره، فهو لم يرى الحال الذي وصلت له زوجته بعد إصابتها بهذا المرض الغريب، والذي بسببه فقدت أعز ما تملك جمالها؛ ولكنهم فعلا عمي القلوب وأيضا الأبصار، فبعد وفاة زوجته خرج من منزله وعاد إلى عمله بعد أن لملم جراحه بقدر المستطاع، فسأله أحدهم: “لن تستطيع أن تمشي وقد ماتت من كانت تقودك”.
رد عليه الرجل قائلا: “إنني لم أكن أعمى يوما، ولكني تظاهرت بالعمى خشية من أن أجرح زوجتي”.
يا له من وفاء في الحب، ولكن يبقى السؤال هل جميعنا في أمس الحاجة أن يصبح أعمى حتى يتجاوز عن عيوب الآخرين؟!
لك وحدك
أتدري عندما رأيتك أول يوم لم أكن أعرف بأنني سأحبك هكذا ، نفور شديد تجاهك كنت أريد أن أتشاجر معك وأضربك وتشاجرنا حقا يومها ، كنت أشعر بالغيظ منك ، أتدري لا اعرف لماذا ، فهل حقا من نتشاجر معهم في أول لقاء يصبحون لنا أحباب ، كنت دوما تقول لي تلك الجملة ، في نفس اليوم حلمت بك ، يا الله كنت لا أفهم أنا لا أطيقك ومع ذلك أحلم بك احلام رومانسية جميلة حالة من العشق والهيام كنت اعيشها معك لا ادري كيف ، كان كل هذا يذيد من غيظي لك ، فقل لي لماذا تزورني في أحلامي قل لي يا حبيبي .بعدها كنت أنظر لك بتعجب فمن أنت لتحرك لي كل تلك المشاعر مرة واحدة ، اكرهك بشدة وأبغضك في واقعي وأحبك بجنون وأتمنى قربك في أحلامي ، مزيج غريب من المشاعر المختلطة تجتاحني وتعصف بكياني ، تماسكت وذهبت إلى عملى وأنا أدعوا الله ألا أراك أمامى بابتسامتك السمجة ، وقتها كنا نعمل سويا في نفس الفرع ، ذهبت إلى العمل ويا لغرابتك وجدتك أمامي تجلس على مكتبي تنتظرني ، تكلمت بطريقة عصبية وأنا أسألك ماذا تريد يا أستاذ ، كنت اكره ضحكتك واعشقها ، لا أعرف ماذا يحدث لى ، وقتها اعتذرت لي عما حدث أمس ، وتقبلت أنا اعتذارك وعرضت علي فنجان لاتيه لنتصالح ، كنت سأرفض ولكنى شيء بداخلي جعلني أوافق ، وافقت وتقابلنا وتحدثنا ، في الحقيقية لن أنكر فأنت لست كريه جدا كما كنت أتصور ، تحدثنا كثيرا في الحقيقية كثيرا جدا ، كنا لا نود ان نتوقف عن الحديث ، وبعدها اصبحنا اصدقاء جدا ، كان يحكي لي كل شيء في حياته ، وأنا كذلك ، لا أدري هل ما كنت أراه في أحلامي حقيقي كنت اتسأل هل أحببته ، حتى جاء ذلك اليوم الذي أخبرني فيه بأنه يحبني ويريد الأرتباط بي .
وقتها أخبرته ليدعني أفكر في الأمر ، ابتعدت عنه لأفكر أيام وأسابيع وشهور ومازلت أفكر في الأمر وطال الإنتظار ، انا أحبه بشدة ولكنني لا أريد الأرتباط ، في الحقيقة أنا أخشى من الأرتباط وأخافه ، كنت أرى المشاكل بين أمي وأبي عندما كنت صغيرة تلك الصورة لا أستطيع أن أمحيها من عقلي عندما رحل أبي وتزوج بأخرى غير أمي ، وتركنا لا أعرف لما فعل أبي ذلك ، أخاف منك أن تفعل أنت الأخر بي هذا هل ستتركني كما ترك أبي أمي بعد الحب والعشرة والسنوات ، هل ستبتعد عني بعد أن يتعلق قلبي بك ، هل ستظل تحبني للأبد أم ستتركني للألم فأنا خائفة لن أنكر .
لا تزال هذه الاسئلة عالقة في ذهني حتي الآن لم استطع التخلص منها يوماً، وعلي الرغم من مرور عدة سنوات علي آخر لقاء بيننا وعلي الرغم من اني قد اضعتك من يدي بسبب ترددي وخوفي الشديد من الارتباط، لم استطع يوماً ان انساك أو اكف عن حبك بل عشقك الذي يسكن قلبي والي الآن اتسائل، هل ما فعلته هو الصواب ؟! هل كان علي أن اجازف بكل شئ وارتمي في احضانك واصبح لك وحدك ؟! ام انني اخترت الوحدة والتعاسة ولكن الامان بدون خوف من المستقبل، لا ادري حقاً ولكنه كان قراري وانتهي كل شئ .
بيوم لقائك
بيوم من الأيام كان هناك شابا شغوفا بوسائل التواصل الاجتماعي، دائما ما يحب مطالعة كل ما هو جديد وكان اجتماعيا لأبعد الحدود؛ وبيوم من الأيام جذبت انتباهه صفحة لفتاة تدرك شخصيتها من خلال منشوراتها التي تدل على تدينها وشخصيتها العفوية والكمالية إلى حد ما، لم تكن تملك شخصية سطحية تافهة كمعظم الفتيات، لقد كانت تهتم دائما بتذكير أصدقائها وتحفيزهم على طاعة الله وعلى العمل دوما على مجاهدة النفس والرقي المتواصل في أحوال الدين للوصول إلى منزلة أسمى عند الخالق.
صدفة:
وبيوم من الأيام تواصل معها الشاب ولكنه تجرأ على الحديث معها كتابة على أساس أنه فتاة قد قبلت طلب صداقتها، ومرت أيام طوال وهما يتحادثان معا ويتشاجران ويستشيران بعضهما الآخر حتى شعر الشاب بحب الفتاة قابع بقلبه حينما تأخرت عليه في الرد على رسائله، تحركت كل مشاعره تجاهها، وصار ينتظرها يوما تلو الآخر داعيا ربه أن يستطيع التواصل معها مجددا ليعترف لها بكينونته الأصلية ويتقدم لها بعرض الزواج.
ويا لها من فرحة:
وبعد انتظاره عادت الفتاة لترد على رسائل أصدقائها، لقد كانت مريضة ولم تتمكن من تصفح الرسائل، وبمجرد أن بدأت في الرد على صديقتها المقربة “الشاب في الأصل” صارحها بكل شيء وطلب منها عنوانها لأنه في سفر خارج البلاد، صدمت الفتاة في بادئ الأمر ولكنها شيئا فشيئا شعرت بحبها للشاب، تحدثت سويا فهما قد تعاهدا على زواج كل منهما للآخر وقد أخبر الشاب أهله وأهلها مسبقا واتفقا على كل شيء غير أنهم في انتظار موعد إجازته لعقد قرانهما.
مكالمة صادمة:
بيوم من الأيام اتصلت الفتاة على الشاب لتخبره بعدم مجيئه وأنه قد حال بينهما القدر، لقد كان الشاب على صلة وطيدة بأهل الفتاة فاتصل بشقيقتها الصغرى ليعرف السبب وراء مكالمتها هذه فأخبرته الشقيقة بأن أختها مريضة بمرض خطير، جن جنونه ولم يدرك إلا وهو يرمي بنفسه في أحضان والدته شاكيا لها همه وحزنه الشديدين فما كان من والدته إلا أن أخبرته بأنه يلزم عليه الرحيل على الفور ليقف بجوار حبيبته في عز أزماتها؛ وبالفعل سافر بأول طائرة عائدة إلى بلد حبيبة قلبه، ومن شدة شوقه إليها حيث كان لقائهما الأول المنتظر الذي سيحمل لهما كل فرح وهناء إلا أن للقدر كلمته الأولى والأخيرة، فقد تحول هذا الفرح إلى حزن دفين في القلب يخفيه كل منهما عن الآخر مراعاة للشدة التي اختارتهما دونا عن غيرهما؛ تمنت الفتاة أن يراها حبيبها بأول مرة في حالة أفضل وهو تمنى أن تزول عنها كل آلامها وأوجاعها وتنتقل إليه.
وللقدر أحكام:
وما هي إلا أيام قلائل معدودات وفارقت حبيبته الحياة، لقد لاقت مصرعها وهي بين يديه، فاضت الدموع من عينيه فلن يستطع كبتها، فارقت حبيبته الحياة تاركة إياه خلفها يعاني من ألم الفراق والرحيل، ولم يدرِ أيواسي روحه أم يواسي أهلها، لقد تركت بفراقها لهم ندبا في القلب لم تستطع الأيام بطولها أن تداويه ولا حتى تخفف من حدته، أصيب الشاب بعدها بفترة بسيطة بمرض القلب وأعرض كليا عن معالجته، لقد تركه سببا لموته أملا في أن يلقى حبيبته عند ربه وهي تنتظره بصورة أجمل من كل حور العين، وبالفعل من عليه خالقه بما تمنى ولم يبرح في الأرض إلا عاما واحدا من بعد فراقها وفارق هو أيضا الحياة تاركا خلفه قصة حب رائعة بأسمى المعاني الحسية والروحانية جسدها هو وحبيبته ليفارق الحياة بعد موتها.
نهاية القصص اتمنى ان تكون نالت اعجابكم